من عرف نفسه لا يضره ما قاله الناس فيه
من مقال نشره نجيب البعيني في مجلة الضحى نقلا عن مجلة الصياد الصادرة بتاريخ 4 شباط 1954 لكتابة الاستاذ سعيد فريحة حيث يقول عن الجرح الذي اصاب الامير عادل ارسلان (في مصداقيته) ودفاعه الحق عن ذلك في مجلس سلطان باشا الاطرش وامام من اتهمه وشك في امانته.يروي الكتاب
"حدث في احد الايام وكان زعماء ثورة 25 يعقدون مؤتمرا في "قرية السجن" احدى قرى جبل العرب الاشم، ان هاجمت حملة من الفرنسيين مكان الاجتماع يرافقها اعداد كبيرة من اهالي حوران وقد بلغ من شدة الهجوم ومن قوة تركيزه وعنصر المفاجئة فيه، ان اعتقد الجميع انهم هالكون حتما، ورغم ذلك فقد اصروا على خوض المعركة والاستشهاد في ساحتها.
وانطلق الامير عادل ارسلان في مقدمة اخوانه المجاهدين يخوض المعركة برصاص بندقيته وبصوته الرعّاد. فكان الرصاص ينهال عليه من كل جانب فينفذ من كوفيته وثيابه ولا يصيب جسمه وهذا ما جعله يمضي في القتال وهو واثق من رحمة الله ومن النصر على الاعداء وكان له في النهاية ما اراد.
ومن اعمال البطولة التي قام بها الامير اثناء ثورة ال 25 اكثر من ان تحصى في مقال واحد او عدة مقالات ولذلك اريد ان اتجوازها الى حادث معين ما ذكرته مرة الا وانحنيت اجلالا لرجولة الامير واعتزازه بنفسه وبكرامته.
كان زعماء الثورة انسحبوا مع فريق من المجاهدين الى "قريات الملح" على الحدود السعودية الاردنية واقاموا هناك ينتظرون المدد لاستئناف الجهاد.
وكان المال اكثر ما يعوزهم فسافر المجاهد صبري العسلي الى مصر حيث اتصل ببعض رجالات العرب وبعد ان جمع ما استطاع ان يجمع منهم عاد الى قريات الملح وقال للامير عادل ارسلان.
هذا كل ما حصلت عليه في الفترة القصيرة... ثلاث الاف ليرة ذهبية اامجاهدين و800 ليرة لك وحدك.
صاح الامير عادل: لي وحدي...؟ ولمذا يا صبري بك. اجاب: لان هناك شخصا اعطاني اياها وطلب مني ان اخصك بها...!
تزدادت دهشت الامير..لمذا اختصني بها؟ ثم من هو هذا الشخص الكريم؟ اجاب صبري العسلي: لقد استحلفني ان لا ابوح باسمه، وقال اذا اصر الامير عادل على معرفة اسمي فالافضل ان يعاد المبلغ.
وقال الامير عادل وانا افضل ذلك لاني ارفض ان آخذ مالا من احد فكيف اذا كان المعطي شخصا لا اعرف اسمه...؟
وعبثا حاول صبري العسلي اقناع الامير عادل ارسلان باخذ المبلغ لكنه اصر على الرفض وبقي مصرا حتى النهاية:
ورغم ذلك فقد شاع وذاع بين المجاهدين ان الامير عادل تلقى مالا وفيرا وذهبا كثيرا من مصر وانه يحتفظ بهذه الثروة الطائلة في حين ان اخوته في عوز شديد.
كان الامير يشكو في ذلك الحين من التهابا حادا في عينيه ويحرص على تغطية رأسه ووجهه بنقاب اسود سميك منعا لتسرب النور الى ناظريه. ولما وصل اليه ما يشاع ويذاع بين صفوف المجاهدين غذب اشد الغضب ونادى احد مرافقيه قائلا:
خذني الى مضرب سلطان:
وكان مضرب سلطان باشا يذخر بزعماء الثورة والمجاهدين فدخل الامير وعلى راسه النقاب الاسود وقاده مرافقه الى مكان في صدر المضرب فجلس وصاح اين صبري العسلي. اجاب صبري انا هنا.
قال الامير: اخبر القوم بكل ما حدث بالتفصيل عندها اخبرهم كيف جاء من مصر بثلاثة الاف ليرة لتوزع على المجاهدين و800 ليرة ذهبية لتعطى للامير عادل ارسلان من صديق اصر على كتمان اسمه. لكن الامير عادل رفض اخذ المبلغ برغم الالحاح الشديد وبعد ان قال هذا اخرج من جيبه كيسا سمع من داخله رنين الذهب بعد ان لوح به. وقال هذا هو المبلغ انه لا يزال معي وساعيده الى صاحبه نزولا عند رغبة الامير واصراره.
هنا دوى صوت الامير عادل قائلا:
يا دُروز... وساد الصمت وشرأبت الاعناق ثم استئنف الصوت الرعاد الكلام من تحت الثقاب الاسود.
لقد سمعتم ما قاله الاخ صبري العسلي فعلى المتحرضين والمتشدقين ان يسكنوا ويحجروا السنتهم في افواههم. إن إن في جزمة عادل ارسلان من الشرف والنزاهة ما ليس في راس اي احد ان ينال من شرفي وسمعتي.
وسكت الصوت كما ظل الجميع ساكتين وكان على رؤوسهم الطير.
وفي هذا الجو، جو السكون المليء بالرهبة وقف الامير عادل وقال لمرافقه. ذخني الى مضربي.
وار به والنقاب الاسود يغطي راسه ووجهه وصدى الصوت الرعاد يدوي في آذان الجميع؟؟
من كتاب مآثر وعبر من التراث والتاريخ لغالب سليقه
الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 7:11 am من طرف amal
» جبلنا انت قدّه
الأربعاء أغسطس 14, 2013 9:09 pm من طرف omar
» النبي شعيب ع
الخميس أبريل 11, 2013 2:32 pm من طرف فايز عزام
» اطعام الفم ام اكرام العلم
الخميس مارس 07, 2013 3:29 pm من طرف فايز عزام
» كلام خير وعلم
الخميس فبراير 07, 2013 2:50 pm من طرف فايز عزام
» حديث ليلة الجمعة
الخميس يناير 03, 2013 2:50 pm من طرف فايز عزام
» عاقل وجاهل
الإثنين نوفمبر 26, 2012 2:08 pm من طرف فايز عزام
» جيل جديد ! فكر جديد؟ ....فايز عزام
الأربعاء سبتمبر 26, 2012 6:21 am من طرف amal
» منقول ..... وموضوع رائع !!!! ألف شكر للأخت إلي نقلتوا !!!
الأربعاء مارس 14, 2012 1:13 pm من طرف الشوق