كلام خير وعلم

فايز عزام
بسم الرب الكريم
كلام خير وعلم
أصغيت لكلمة وعظ من شيخ فاضل لا اذكر اسمه لاني لم استشره، يعرفه من سمعه، تحدث فيها محذرا من أخطار استعمال الحاسوب والفيسبوك. وهو كلام جاء في وقته ومحله لما يتعرض له الناس والأولاد من مشاكل بسبب استعمال هذه الآلة بشكل سيء.
كلام تردد كثيرا على السن المختصين والمربين والمسئولين. ولكنه عندما يصدر من شيخ ورجل دين مسئول يكون له وقع خاص وتأثير معنوي.
لم يحرّم الشيخ استعمال الحاسوب، كما حرموا مرة الراديو والتلفزيون وغيره، وإنما أشار الى ان هذه الآلة لا غنى عنها لقضاء أعمال الناس وأشغالهم، لكن يجب الترشيد في استعمالها والحذر من الوقوع في مطباتها ومساوئها.
يعني ليست كل تكنولوجيا هي شر حتما. الآلة قد تأتي بالخير ان أحسن استعمالها للخير. وقد تجلب الشر ان استعملت خطأ للشر. فالسكين قد تكون للخير وقد تصبح مصيبة ان وقعت في يد شرير . وكذلك السيارة والتلفون والمحمول وغيرها.
ليست العبرة بالآلة أو الجهاز أو التكنولوجيا، بل بحاملها وطريقة استخدامها. فيجب الإرشاد والشرح والتنبيه عن مساوئها بدون تحريمها.
نأمل تعميم مثل هذه الأقوال والمواعظ على المجتمع عامة، وعدم قصرها على رجال الدين، لما لرجل الدين من تأثير ، فيجب ان يُستغل هذا التأثير لتصحيح الأخطاء والتنبيه من الوقوع فيها. ولما في الكلمة من تفهم لواقع الحياة ومصالح الناس وحاجياتهم المعيشية، ولما فيها من الجمع بين الدين وظروف الحياة ، والتوفيق بين الدين والدنيا .
وقد تزامن هذا الحديث مع أسبوع الإبحار في الانترنت الآمن، وقد يكون إشارة الى ان الشيخ يجب ان يتابع ما يجري حوله من شؤون الحياة ويطّلع على أحوال العالم الواسع، لأننا لا نعيش في جزيرة منقطعة. فنحن جزء من هذا العالم، شئنا أم أبينا. نتأثر به رغما عنا. لذا من المهم ان نعرف كيف نبحر الى شاطئ الأمان ونختار الصراط المستقيم ونهتدي بالدين القويم.
ان على رجل الدين المسئول ان يكون صاحب ثقافة دنيوية اضافة الى علومه الدينية ، كما قال المرحومين كمال جنبلاط في مقدمته بافتتاح مدرسة العرفان والشيخ هاني باز في مقاله الفوضى الطائفة بالطائفة، المنشورين في كتاب من تراث الموحدين الدروز.
وهذا ما دعوت وأدعو إليه من أحاديث ومواعظ من قبل رجال الدين وخاصة من أصحاب المناصب الدينية.
مع تحيات
ابو شعيب